


متأملون
الآية - 27 - من سورة الجاثية، اللقاء ( 19)
تأمّل في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي !
(وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ).
فأخذت السورة الكريمة فى أواخرها بتذكير الناس بأهوال يوم القيامة، و بأحوال الأخيار الذين يستجيبون لآيات الله تعالى، ويعملون الأعمال الصالحة، وبأحوال الأشرار الذين يعرضون عن آيات الله، ويقترقون السيئات، فى ذلك اليوم العصيب، الذي لا ينفعهم فيه الندم، (وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرً)، لكى يستعدوا للقاء الله تعالى، بالإِيمان والعمل الصالح.
فبدأ سبحانه بتأكيد قدرته على الخلق والأمر والإحياء والإماتة ثم ينشؤهم النشأة الأخرى، لا راد لقضاءه، ولا معقب لحكمه، (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، فهو المالك لكل ما في السماوات والأرض، (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)، المتصرف فيهما، فليس لما سوى الله تعالى، حق في شيء من ذلك.
كما بيّن سبحانه، سوء عاقبة الكافرين المعرضين عن آياته يوم القيامة، (وَيَوْمَ تَقُومُ الساعة يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ المبطلون)، أي: الآتون بالباطل في معتقداتهم وأقوالهم وأعمالهم، فالباطل: هو ما ضادَّ الحق، والمقصود ابتداءً: الشرك بالله تعالى، فإنه أعظم الباطل، ثم تجيء درجات الباطل متنازلة، وما من درجة منها، إلا وهي خسارة على فاعلها بقدر سوء أفعاله، وقد أنذر الله عز وجل، المبطلين وهو العليم بمقادير خسائرهم، (لَّهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖوَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ ۖوَمَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ)!